الحمد لله القوي العزيز، الحمد لله الجبار المنتقم، الذي يقول للشيء كن فيكون، مهلك الظالمين ومعذب الكافرين، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين... بقلم حاتم حمزة أكثر من مائة ألف قتيل هم ضحايا الزلزال المدمّر الذي ضرب جنوب شرق آسيا، والحصيلة مرشّحة للازدياد... منازل دمرت، أسر شردت، أكثر من مائة ألف قتيل فى ثوانٍ معدودة... فلا إله إلا الله القائل: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ} [سورة الأنعام: 65]... لعلهم يفقهون... فهل تدبرنا في هذا الزلزال؟! هل سألنا أنفسنا ما هو سبب هذا الزلزال؟! لعلنا استمعنا لتحليلات ونظريات ولكن استمع لهذه الأسباب: قال الله تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [سورة الروم: 41]. فهل رجعنا إلى الله وتبنا إليه؟! {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [سورة الشورى: 30].
تاريخ النشر: 2007-02-18 10:37:31 المجيب: د. أحمد الفرجابي تــقيـيـم: السؤال إني أفزع عندما أرى الشباب يتناقلون الأفلام التي حرمها الله ورسوله عبر الهواتف المزودة بالبلوتوث، ووالله إني أسب الذي اخترع هذه الأجهزة اللعينة التي دمرت شبابنا، ولقد رجعت من المدرسة ذات يوم وأنا أريد أن أبكي من هول ما رأيت، فالأستاذ يلقي الدرس... وهذا يُرسل لصديقة الأفلام التي يستحي الشخص من رؤيتها، فماذا أعمل وأنا أرى هذا المنظر المرعب في كل مكان... في المدرسة وفي الشارع؟! اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا. ولقد حاولت أن أنصح بعض الأخوة فأجاب علي قائلاً: يا أخي خلِّينا نتمتع بشبابنا. فقلت له: اتق الله، إنك تفعل ذلك اليوم في بنات الناس وغداً سيُفعل في أهلك. أخبروني ما العمل وخاصةً إذا كان الناس لا يستجيبون لي؟! الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ يا رب وفقني حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فقد أحسنت حين أمرت بالمعروف ونهيت عند المنكر، وهذا شرط السلامة والنجاة من غضب الله، وقد أعذر من أنذر، وهنيئاً لنا بشباب يغار على الحرمات، ويُخلص في نصحه لأهل الغفلات والشهوات، ومرحباً بك في موقعك وبين آباء وإخوان يسألون الله أن ينفع بك المسلمين والمسلمات، وأن يرفعك إلى أعالي الدرجات، وأن يثبك على الحق حتى الممات.
فما زال أمامك متسع تب إلى الله الآن... نعم... الآن: قل {لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [سورة الأنبياء: 87]. حقق شروط التوبة: (ندم – إقلاع عن الذنب – عزم على عدم العودة – ورد المظالم إلى أهلها إن كانت عليك مظالم). وأبشر بأن الله سيقبل توبتك: قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [سورة الزمر: 53]. اللهم أجرنا من عذابك يوم تبعث عبادك... اللهم أجرنا من عذاب النار...
إنها زلزلة هائلة تخفض وترفع وترج الأرض رجاً وتبس الجبال بساً فتجعلها هباء منبثاً. إنها زلزلة ضخمة تتحول الجبال معها إلى عهن منفوش. وتصير الأرض قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً. قال الله تعالى: {يأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَىْء عَظِيمٌ *يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَـارَى وَمَا هُم بِسُكَـارَى وَلَـكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج: 1-2]. فيا أيها العاصى تب إلى الله وأرجع إليه قبل ذلك اليوم، قبل أن تكون من الخاسرين فتعض على يديك وتقول: {يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} [سورة الزمر: 56]. {أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [سورة الزمر: 57]. {أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [سورة الزمر: 58]. فيأتيك الجواب: {بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [سورة الزمر: 59].